سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 69
لماذا رفض نهج المونتيسوري عزل الطفل الـ Time Out كعقاب له؟
لقد أخطأ الطفل فوجهته ثم كرر الخطأ فنهرته ثم كرر الخطأ فطبقت نظام الـ Time Out وعاقبته بالجلوس على كرسي في ركن من أركان المنزل أو بدخول حجرة والبقاء بها لمدة محددة تراها مناسبة! كأم أو أب ترى أنك هكذا تعاقب طفلك عقاب خفيف حتى لا يكرر الخطأ! من وجهة نظرك أنت أفضل من غيرك لأنك لم تعاقبه بالضرب أو الصفع أو الزغد أو الشك أو اللسع أو أي وسيلة أخرى من الوسائل الشائعة!
هناك مقالات عديدة وكتب كثيرة تؤيد هذا العقاب ولكن هناك مقالات أكثر وكتب أكثر ترفض عزل الطفل كعقاب له. هناك مدرسة في التربية اسمها التربية الإيجابية Positive Discipline أو Positive Parenting أو Attachment Parenting وهذه المدرسة اكتشفت عيوب العزل وعندما درست نهج المونتيسوري وجدت أن ماريا مونتيسوري اكتشفت نفس العيوب منذ أكثر من مائة عام!
هل لاحظت وجه الشبه بين عزل الطفل كعقاب وبين الحبس الانفرادي كوسيلة تعذيب؟ هل تساءلت يوما عن أسباب تصنيف الحبس الانفرادي كأسوأ تعذيب نفسي لمسجون؟ هل تعرف ان المسجون في الحبس الانفرادي من حقه بعض الكتب والجرائد؟ هل تسمح لطفلك ببعض اللعب في عزلته؟
المسجون في الحبس الانفرادي يعاني من الآتي: القلق والخوف والترقب والتوتر والاكتئاب واليأس واللامبالاة والانكسار والكسل والخمول والغضب والتحفز والعدوانية ونوبات الهياج وضعف التركيز وتشتت الانتباه وضعف الذاكرة وتشوش الأفكار. وإذا طالت فترة حبسه قد يصاب بالفصام والاكتئاب المزمن وأمراض نفسية أخرى.
هذا نفس ما يحدث لطفلك في عزلته وتزداد الآثار الجانبية كلما تكرر عزله وكلما طالت مدة عزلته! هل لاحظت أن طفلك أصبح عنيد بشكل يشل؟ يتعمد الخطأ ويتعمد مضايقتك ولا يبالي بك وبعقابك؟ هل لاحظت أن طفلك لم يعد طفل؟
أما ماريا مونتيسوري فوجهة نظرها كانت أن الهدف من العقاب هو عدم تكرار الخطأ ولكن العقاب لن يؤدي إلى هذه النتيجة! يتعلم الإنسان ألا يخطأ عندما يدرك عواقب خطئه. العزل لم يعلم الطفل أي شيء ولكنه عرضه لإساءة نفسية بالغة! طفلك اليوم يريد الانتقام منك بأفعاله تلك!
هذه بعض الأمثلة التي وردت إلى من تصرفات الأطفال التي أدت إلى عقابهم بالعزل ومعها الأسلوب الصحيح للتعامل معها:
Montessori Egypt by Marwa Rakha