Saturday, December 5, 2015

مروة رخا تكتب: سيبي مصر يا نهال! لـ18 بتاع دعاء سلطان @Doaa_Sultan_EG - Marwa Rakha

مروة رخا تكتب: سيبي مصر يا نهال! لـ18 بتاع دعاء سلطان @Doaa_Sultan_EG - Marwa Rakha





سيبي مصر يا نهال!
"سيبي مصر يا نهال" هكذا أختم حواري معها كلما تحدثنا أو تقابلنا!
بعد واحد وأربعين سنة من الحياة في مصر أدركت بعض الحقائق:
مصر، كبلد، فعلا جميلة! ثروات وخيرات يدركها جيدا كل أجنبي قرر ترك موطنه الأصلي في دولة من دول العالم المتقدم ونقل حياته إلى قرية في الفيوم أو مزرعة في أبو صير أو كامب في سيناء!
مصر، كبلد، مثل لعبة البحث عن الكنز المفقود التي نلعبها مع الأطفال! الكنوز المدفونة والثروات المفقودة فرص تنتظر عين مدربة على لمح الذهب والماس والنحاس وسط الأتربة والصخور والعتمة!
مصر، كبلد، زحمة! زحمة لدرجة أن كل واحد يفعل ما يشاء في نفسه وفي زوجته وفي أولاده وفي ماله وفي حياته ولا يلتفت له أحد! هو ليس حرا ولكنه تائها في الزحام!
وهناك أيضا حقيقة التراب! مهما اعتنيت ببيتك ونظافته سوف تجد ذرات التراب السوداء والرمادية والبنية والصفراء على كل رف وكل منضدة وكل سطح داخل أو خارج المنزل! لن يكون بيتك نظيفا أبدا!
هذا التراب، بالإضافة إلى الزحمة ومغامرات المصري في البحث عن الكنز المفقود وأحلام الهروب والاختفاء داخل كوخ أو عزبة أو كامب، أرهقت الروح والبدن حتى اعتادا الإرهاق! لقد أصبح الشعور بالإرهاق والخمول والحنين إلى المجهول الماضي أو المجهول الآتي هو شعور كل المصريين بلا استثناء! لا يعرف متعة اللحظة إلا المجاهدين!
معظمنا تلقينا تدريبات كثيرة في تنظيم النفس وإطالة العضلات وتضميد الجراح ولضم أحلام اليقظة وحديث المرآة وفنون الفهلوة وقدرات تكبير الدماغ! هذا بالإضافة إلى الردح والكيد ورد الصاغ صاغين! هكذا نتعايش مع واقعنا وبلدنا وآلامنا وأمراضنا! لقد تركتنا التجربة نصارع العديد من الأمراض النفسية وباقة من الأمراض المزمنة وللأسف، سوف تقضي علينا الأمراض القاتلة!
على الرغم من كل المنغصات، نعيش ونتعايش ونغتنم فرص الضحك والمرح! هذا هو تعريف التأقلم ولولا هذه القدرة على التأقلم لاندثرنا مثلما اندثرت العديد من الكائنات مهما اختلفت فصائلها! بقائنا مرتبط ارتباط وثيق بقدرتنا على التأقلم! نطور قدراتنا ونورثها لأبنائنا وتتعاقب الأجيال عبر الحقب الزمنية المتزايدة الغبرة – فقط بفضل القدرة على التأقلم!
هناك فئة صغيرة قليلة ضئيلة من المصريين والمصريات لم يرثوا جينوم التأقلم!  

No comments:

Post a Comment