Monday, March 28, 2016

مروة رخا تكتب لمصر العربية: ماذا تفعل إذا كان طفلك من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

مروة رخا تكتب لمصر العربية: المقال الـ 102 #مونتيسوري_مصر





سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 102
ماذا تفعل إذا كان طفلك من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
ختمت مقالي السابق بقولي إن “أصعب ما في تجربة الأمومة هو حب طفلك الذي رزقت به وليس طفلك الذي تمنيته! المحظوظون فقط يجدوا في الطفل معلم وفي الطفولة دراسة، فدع طفلك يعلمك كل ما تحتاج أن تعرفه عن نفسك وعن متطلبات الأمومة والأبوة وعن السعادة الحقيقة!"
معظم من قرأ المقال السابق وقرر نشره استخدم هذه المقولة كتمهيد لرابط المقال وبدأت الرسائل تستفسر عن الأطفال ذوي النمو غير النمطي. هذا المقال موجه إلى كل أم وأب ممكن رزقوا بطفل لا ينمو كما يقول الكتاب!
تمتلئ كتب تربية الأطفال وكتب إعداد الأمهات ومواقع الأمومة والطفولة بجداول ترسم خطوط نمو الطفل جسديا وحركيا وعقليا واجتماعيا ولغويا وفي أغلب الجداول يضع الطبيب المؤلف مساحة للاختلافات الفردية غير المقلقة؛ مثلا في خطوة كبيرة مثل السير، نجد الكتاب يقول إن أغلب الأطفال يبدئون في السير في عمر 12 شهر وهناك المبكرون في عمر 10 أشهر وهناك الحذرون في عمر 15 شهر.
بعض الحالات تكتشف منذ الميلاد – سواء كانت حالات جينية مثل متلازمة داون أو درجات من السكتة الدماغية أو تلف في أعصاب معينة أو غيرها من الحالات التي تكتشف مبكرا. هناك حالات أخرى لا تكتشف قبل عام أو عام ونصف من عمر الطفل مثل أعراض التوحد وهناك حالات أخرى تكتشف في عمر دخول الحضانة وحالات أخرى تكتشف عند بدأ التعليم الإلزامي في عمر ست أو سبع سنوات. في جميع هذه الحالات يصدم الأهل وتبدأ المعاناة في صمت!
في البداية يمر الجميع بحالة من الإنكار! لا يمكن أن يكون طفلي "أنا" معاق أو متأخر أو مختلف! ماذا يفعل الأم والأب بأحلامهما وأمنياتهما وتخيلاتهما عن طفلهما؟ يواجه الأم والأب أحلامهما المجهضة بالإنكار – قد يستمر هذا الإنكار فترة وجيزة وقد يستمر إلى الأبد! نجد مثلا الأب مصر على إدخال طفله المدرسة في مثل عمر أقرانه بغض النظر عن مدى استيعابه أو تفاعله.
يتبع الإنكار حالة من القلق والتوتر بسبب الغضب! لا يجد هذا الغضب منفث أو متنفس ولا يجد الأم أو الأب شخص يلومونه ويقتصوا منه! هذا الغضب قد يتحول إلى اتهامات يتبادلها الأم والأب أو مجرد نوبات من الانفعال والبكاء غير المسبب.
الخوف من المستقبل ومن الأقارب ومن الأغراب! الخوف من الكلمات والنظرات والخوف من المجتمع وأحكامه – يغرق الأهل في دوامات الخوف!
الذنب شعور لا يمكن الهروب منه بالغضب! الذنب وتأنيب الذات مشاعر يعرفها كل أم وأب رزقوا بطفل غير نمطي في ملامحه أو نموه أو تعليمه!
الاكتئاب! ليس هذا مرادف للحزن! هذا النوع من الاكتئاب يتسلل إلى النفس ويمتص قوتها وطاقتها وإيمانها … انه القاتل الصامت الذي لا يلاحظ وجوده أحد!

ماذا تفعل إذا اكتشفت أن طفلك لا ينمو بصورة نمطية؟

No comments:

Post a Comment