سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات وشهادة المونتيسوري للطفولة المبكرة حتى 6 سنوات من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 116
كيف يساعد نهج المونتيسوري طفلك أن يكون الأول والأفضل؟
من سينتهي من طعامه أولا؟ من سيصل للباب أولا؟ من سيفوز بالسباق؟ من سيكسب الجائزة الأولى؟ من رسمته الأجمل؟ من تلوينه الأحلى؟ من سيحفظ الأسرع؟
هذه الجمل وغيرها من الجمل تقال للأطفال لتشجيعهم وتحفيزهم عند الاستذكار أو اللعب أو حتى أثناء تناول الطعام. كل هذه الجمل تقال بحسن نية وللأسف تأثيرها من أسوأ ما يكون على الطفل! بدلا من تربية طفل راض قانع يملأه الحماس الداخلي ويدفعه فضوله وشغفه وتقويه عزيمته وإرادته، نربي طفل كسول لا يحرك ساكنا في أي اتجاه إلا في وجود منافس!
تخيل هذا الطفل وقد كبر وأصبح شخص بالغ وحاول أن تتخيل سمات شخصيته؛ ستجده شخص تحركه الغيرة ويسيطر عليه التنافس ويستحوذ على تفكيره مبدأ "الفوز لي والخسارة للأخرين"! متعته كلها هي التفوق على الأخر وسحق المنافس و"النفسنة" على كل من هو ناجح! هل تريد هذا المصير لطفلك؟
أدركت ماريا مونتيسوري أننا نأكل لنتغذى لننمو لنكون أصحاء؛ نتعلم لتتفتح مداركنا لنبدع ونبتكر ونتقن ما نفعل؛ نتريض لتنشيط الدورة الدموية من أجل عقل أنشط وجسد أقوى وصحة أفضل. هذه القواعد البسيطة جعلت نهج المونتيسوري بعيد كل البعد عن المنافسة وفي أحد الكتيبات التعليمية التي درستها، كان هناك مثال لعودة الأطفال لداخل الفصل بعد انتهاء نشاط في الحديقة. في المثال، لا تكافئ موجهة المونتيسوري الأسرع في العودة ولا الأول داخل الفصل. تكافئ من تأخر لأنه حرص على إعادة الأدوات مكانها ومن تأخر لأنه حرص على مساعدة زميل أو زميلة. تكافئ من تذكر خلع حذائه ووضعه مكانه. تكافئ من غسل يديه جيدا ولا أثر للطين بين أصابعه.
ما هي المكافأة؟ ابتسامة رضاء! شكر! تربيت الكتف! غمزة عين ذات مغزى! كلمة "احسنت" هامسة في أذن الشخص المعني.
لا توجد حوافز خارجية من أي نوع ولا توجد احتفاليات هدفها شكر شخص ما وإحراج أخر. لا توجد وعود بالحلوى أو بالخروج!
كيف يتم تحفيز الطفل؟
Montessori Egypt by Marwa Rakha