إوعى تعمل ميت
محمد رجب
_____________________________
قليلون فقط هم من يتحركون و يتخذون مواقف إيجابية ... أنت مش هاتصلح الكون !!
اتفق و بشدة مع هذه العبارة البلهاء، لكن مش معنى إنى مش هاقدر أصلح إنى أعيش عمرى كله أتسك على قفايا .. و ليه إفتراض العجز ده من البداية؟! و ليه اساسا أصلح لوحدى لما ممكن نصلح كلنا، و هذا هو أساس عمل الحملات المنوط بها تغيير واقعنا القذر ...
و لأن الكتاب بالذات ما ينفعش نتعامل معاه زيه زى أى سلعة تانية كان هذا التحقيق ...
بدأت حملة "إنهم لايحترمون الكتاب" منذ حوالى الشهرين بدأتها مروة رخا بإعلانها مقاطعة دور النشر و النشر الورقى و تحولها لنشر كامل كتابها إلكترونيا على مدونتها Egyptian Fe-Mail. و بمرور الوقت انضم إليها و تضامن معاها عدد من الكتاب الذين وجدوا ضالتهم لنشر أعمالهم بعد أن عانوا شديد المعاناة مع دور النشر ... كتاب مثل: زينة مدحت و إبراهيم المحلاوى و ايمن شوقى و يا سمين مدكور و طارق رفعت ...
تحدثنى زينة مدحت مؤلفة "المعشوقة السوداء" و "مرايا على الطريق" فى البداية عن تجربة النشر الإلكترونى قائلة:
"بعد الكثير من وعود أصحاب دور النشر التى لم تنفذ، أصبت بحالة من الإحباط جعلتنى ألجأ لمدونة مروة رخا لأنشر من خلالها. و ذلك بعد أن رأيت الفرصة متاحة أمامى لنشر كتابى... و الحمد لله الكتاب أتنشر و الناس قرأته و عدد مرات التحميل فاق توقعاتى".
إبراهيم المحلاوى مؤلف "قمر العشق الإلهى" قال:
"أنا من سنة و انا مستنى رد دار النشر، و رغم موافقتى على تحمل تكلفة الطباعة إلا أنهم لم يعيرونى أى إهتمام. فقررت النشر إلكترونيا من خلال مدونة مروة رخا. فلا توجد شروط للنشر الإلكترونى و لا أى تحفظات ... إستبداد دور النشر هو أكثر ما شجعنى لاتخاذ هذة الخطوة".
أما أيمن شوقى مؤلف "أهداب الخيانة" و "مرآة الضياع" فقد فاجأنى بتصريحه: "انا نشرت أول كتاب إلكترونيا منذ عام تقريبا، و أعيد تكرار التجربة من خلال مروة رخا. و سأعيدها حتى تظهر دار نشر مصرية محترمة تحترم القارئ أولا و تقدر الموهبة الإبداعية ثانيا. و أنا الآن فى طريقى لتكوين مكتبة إلكترونية كاملة من خلال مجلة قلادة التى أتولى رئاسة تحريرها".
"إذا كانت دور النشر بتتعامل مع الكتاب الكبار و المعروفين بمنتهى الصفاقة هايعملوا معايا انا إيه؟!! شوف ايه اللى حصل مع مروة رخا و خالد الصاوى و مصطفى فتحى ... أنا لو عشان أنشر ورقيا من خلال دور نشر هاتعرض لإهانة يبقى بناقص و أهلا بالنشر الإلكترونى" ... ياسمين مدكور مؤلفة "كى لا أراك".
طارق رفعت مؤلف "للماضى لون آخر" يقول: "أنا مش هاتكلم ... أنا هاسيب الصورة تتكلم. ده شيك من غير رصيد من محمد الشرقاوى صاحب و مدير دار ملامح للنشر، و اللى دوخنى السبع دوخات عشان ينشرلى كتابى.
و بعد ما أخد فلوسى ماطلنى سنة كاملة عشان يرجعها لأنه مانشرش. و أخرتها شيك بدون رصيد. أنا كنت ممكن أرفع الشيك، بس مش هارفعه و هافضحه فى كل حته بالشيك ده عشان الناس تعرف مين هو محمد الشرقاوى. و على فكرة ما يهمنيش انه يتسجن هو أصلا أتعود ع السجون و السجن بالنسباله فسحه، انما انا هاسجنه جوه بيتهم لما الناس كلها تعرف حقيقته".
----------
انتهى حديثى مع أول خمسة كتاب متضامنين مع حملة "إنهم لا يحترمون الكتاب"، و أنتقل بعدها لهذا الحوار مع مروة رخا صاحبة فكرة الحملة و المتضامن الأول.
ليه عملتى الحمله دى عايز اسباب مباشرة و اسباب غير مباشرة؟
الاسباب المباشرة إن كتابى نفذ من السوق من شهر مايو اللى فات، و المكتبات بتكلمنى شخصيا تسألنى لو عندى كتب فى البيت. و القراء بيبعتولى على الجروب و الموقع بيشتكوا ان الكتاب مش موجود. و شرقاوى الناشر بيسوّف و كل يوم بحجة لما اتخنقت .... و الحل يا أقبل زى اللى بيقبلوا يا اتصرف ... و اتصرفت.
الأسباب الغير مباشرة إنى انا ليا أصدقاء و صديقات حلمهم النشر الورقى، و شافوا ايام سودا و معاملة الخدم من دور النشر ... اللى يقولوا ادفعوا 2000 و 3000 و 4000 جنيه و اللى يقولوا كمان سنة و اللى يوعد بتوزيع بره و جوة. و الكاتب فى الاخر بياخد الكتب يتدفى بيها فى الشتا، و طبعا بقى التسويق و صناعة البيست سيلير ... دى علوم المطبعجى اللى مسمى نفسه ناشر ما سمعش عنها.
انا بكره الظلم و الافتراء و التحكمات الفارغة ... و مؤمنة ايمان تام بان الانسان مخير و ماسورة الاختيارات عمرها ما بتتسد.
طب ازاى قدرتى تقنعى مجموعة الكتاب اللى تضامنوا معاكى بانهم كمان ينزلوا كتبهم ع النت؟
انا ما أقنعتش حد ... انا حطيت كتابى و هحط كل كتبى، و كل اللى عنده صوت انا باقدمله ميكريفون.
لو انتى صاحبة دار نشر هاتعاملى الكتاب ازاى؟
انا مش عايزة ابقى صاحبة دار نشر ... اللى مساعدنى فى النشر الالكترونى انى مش متحملة اى تكلفة، فحتى لو الكاتب عامل نص زى الزفت مش انا اللى هاحكم ... انا هاحطه على الموقع و القارئ هو اللى يحكم.
انا سئلت صاحب دار نشر قالى احنا بنخسر، و اتخن كتاب ما بيلمش نص تكلفته. وكفايه انهم بيبقوا كُتاب على قفانا و يطلعوا فى البرامج و ياخدوا فلوس اضعاف اللى اى ناشر بيكسبها ... تعليقك ايه على الكلام ده؟
كلام فاضى و ان دل على شئ يدل على ان الناشر دا مجرد مطبعجى.
اولا: الكتاب مش بيبيع علشان حلو و عظيم ... الكتاب بيبيع علشان الناس سمعت عنه، و الناس اللى انا باتكلم عنهم هنا مش مجموعة "المثقفين" انا باتكلم عن الناس العادية ... اهلى و اهلك و اصحابى و اصحابك و طلبة الجامعة و المدارس كمان .... دول مش هيشتروا كتاب علشان رجليهم واخدة على المكتبات ... دول ناس عقليتهم استهلاكية و الكتب لازم تتسوق لهم تسويق المنتج الاستهلاكى.
ثانياً: موضوع بقى الفلوس بتاعة البرامج دى .. دى نكتة، و ان دلت على شئ فهى تدل ان الناشر دا مش عارف هو بيتكلم فى ايه. لأن نادراً ما قناة أو برنامج بيدفعوا فلوس لضيف من منطلق إن مجرد إستضافة كاتب بيعد شرف و تكريم و شهرة يجب أن يدفع هو أو هى من أجلها و ليس العكس، مش بقول لك مش عارفين حاجة الناس دول ... دول مجرد مطبعجية.
مش خايفة الحملة دى توقع بينك و بين اصحاب دور النشر، اما يعرفوا انك لبط و بتاعة مشاكل و بتقومى الدنيا عليهم؟ من الاخر الحملة دى مش ممكن تأذيكى فى مستقبلك ككاتبة يادوب لسه بتشق طريقها؟
أنا لو كان ده مبدأ من مبادئى كان زمانى ماشية جنب الحيط فى شركة البترول اللى اشتغلت فيها تليفونيست اول لما اتخرجت فى 1996 و كان زمانى لسة هناك ... دار النشر اللى هتخاف تتعامل معايا علشان انا حقانية و لبط تبقى دار بيتها من زجاج و ناوية تغلط ... يبقى بركة ان جات منهم.
تحبى تضيفى حاجة تانية..
الاضافة الوحيدة انى انا فعلا غاضبة على دور النشر، لكن انا غاضبة من الكتاب اضعاف اضعاف غضبى من دور النشر ... هم صورة مصغرة من المواطن المصرى السلبى اللى ما عندوش كرامة و لا نزاهة و لا عزة نفس ... مواطن مافيش على لسانه غير و انا مالى ... لا له رأى و لا موقف و خايف .... خايف من كل حاجة.
و بعدين دور الكاتب اللى بيكتب و بعد كدة يعمل ميت دا بطل من زمان .... الكاتب عامل زى الام و لا الاب اللى بيجروا على عيالهم علشان يدخلوهم احسن مدارس و يلبسوهم احسن لبس و يجوزوهم احسن جوازات.
------
سنتهى حوارى مع مروة رخا لأجد نفسى مردداً: ما أجمل أن يكون لإمرأة دوراً محترماً لخدمة قضية محترمة.
محمد رجب
يمكنك تحميل كتب المتضامنين مجانا بالضغط هنا للذهاب إلى موقع مروة رخا.
http://myegyptmag.com/index.php?name=News&file=article&sid=1604
No comments:
Post a Comment