سلسلة مقالات #مونتيسوري_مصر
تكتبها مروة رخا – حاصلة على شهادة المونتيسوري للأطفال حتى ثلاث سنوات من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري (North American Montessori Center)
المقال الـ 59
هتريحيه هيريحك ... هتقرفيه هيقرفك!
طوال شهور حملي وأنا استعد لاستقبال أهم شخص في حياتي وبكل حب وخضوع مررت بجميع مراحل التغيرات النفسية والجسدية التي تعدني لأكون أم ابتداء من قراءة كل ما يقع في يدي عن الحمل ونمو الجنين والرضاعة الطبيعية والولادة الطبيعية وأساليب التربية الإيجابية والتربية عن طريق الترابط والحب، مرورا بمراحل "التعشيش" وتهيئة المنزل لاستقبال طفل، وانتهاء بتغيرات كثيرة في أسلوب حياتي وتفاصيل يومي! كل شيء في رحلة الحمل والولادة والرضاعة بمثابة معسكر تدريبي للأم لرفع قوة التحمل والقدرة على التعايش مع الألم وتعلم الصبر والخضوع لاحتياجات ورغبات كائن بدأ حياته في رحمها وحجمه أقل من حجم بذرة الفول!
على الرغم من مشاعر السعادة والنشوة والسكينة والسلام الداخلي، كانت هناك مشاعر أخرى تجتاحني في بداية تجربة الأمومة! مشاعر سلبية مؤلمة تتأرجح بين الشعور بالفشل والتقصير والخوف والإرهاق إلى حد نقطة الانهيار ونوبات البكاء معلومة ومجهولة السبب وآلام الظهر والأكتاف والذراعين والمعاناة مع الرضيع الباكي – ساعات وساعات قضيتها حاملة إياه صعودا ونزولا وسيرا وركضا وقفزا! تحت وطأة الألم والصدمة نسيت كل ما قرأت في الكتب وأطلقت إشارات الاستغاثة تجاه كل من حولي! للأسف نصحني الكثيرون بترك رضيعي يبكي ونصحني أخرون بإرضاعه لبن صناعي ومزيج من الأعشاب وإعطائه نقاط قليلة من أدوية مهدئة/منومة! أحمد الله على خصال العند والصلابة والصمود! أشكر الله انني لم أقبل النصح!
وسط النصائح المضللة جاءت نصيحة عمتي "هتريحيه هيريحك ... هتقرفيه هيقرفك"!
اليوم أدركت أن هذه النصيحة تعتبر أحد الأعمدة الأساسية في نهج المونتيسوري وهي محور التربية الإيجابية والتربية عن طريق الحب والارتباط والترابط! الطفل – منذ أن كان جنينا – له مطالب واحتياجات؛ إذا استجبت لمطالبه ولبيت احتياجاته "هيريحك" وإذا تصرفت بعند أو كبر أو جهل "هيقرفك"! هيريحك وهو جنين، وهو رضيع، وهو طفل صغير وهو في الحضانة وهو في المدرسة وهو مراهق وهو في الجامعة وهو شاب وهو مستقل عنك أو وهو معتمد عليك! والعكس صحيح ... هيقرفك في كل مراحل عمره!
في البداية
Montessori Egypt by Marwa Rakha
No comments:
Post a Comment