تزوجت وأنا في نهايات الثلاثينيات من رجل متزوج. ظروفي دفعتني لذلك فأنا من حي شعبي وأعاني من مشاكل. كان يقول أنه تزوج للمرة الثانية لأن زوجته زاد وزنها، وكان بحاجة لزوجة تشبع رغباته.
المهم فضلت معاه سنوات وربنا رزقني بأولاد منه. خلال زواجي عمري ما طلبت إنه مراته تعرف بقصتنا، وعمري ما منعت نفسي عنه. كان راضي عني تماماً في الفراش. كانت لينا أوقات ييقول أنها المفروض تسجّل في "موسوعة جنس".
فجأة شعرت أنه تغير معي، وعندما واجهته ببعض الحقائق التي لا يستطيع أن ينكرها اعترف انه تزوج!! "نعم. تزوجت لماذا؟". "عايز واحدة ترقص لي وتكون مش محترمة معايا، عايز واحدة تدلّعني".
علماً بأنه ملتزم ويقول أنه يخاف الله والحساب، أما هي فهي غير محجبة (وأنا والأولى منتقبات)، وعمرها في أوائل الثلاثينيات وهو في الخمسينيات، مطلقة "لعدم الإنجاب" (وحصل الحمل أول الزواج). بعد ذلك طلّقني أنا. نعم طلّقني بناء على رغبتي، وترك أطفاله. طلقني بالثلاثة، ويقول أنا السبب فيما وصلنا إليه. الآن أخذ يرسل رسائل على الموبايل يقول فيها: "تصرفي عشان نرجع لبعض". قصده أن أتجوز وأتطلق عشان أرجع له.
بعد زواجه من الثالثة كأنه يريدني لأنه يراني أجمع بين طاعة الأولى له ومتعة الثالثة معه. أنا مصدومة جداً ومش عارفة أعمل إيه في حياتي اللي فاتت، وحياتي اللي جاية لو لسه فيه حياة جاية.
أنا كنت زوجة فاشلة ودلوقت أم فاشلة وبنتي بتضيع مني. والله بافكر في الانتحار لولا وجود ابنتي وبعض الإيمان ما زال في قلبي. وبلاش تقولي ابتدي حياتك وعيشي والكلام ده لأني مش عارفة ابتدي منين وازاي وبإيه؟ أنا معنديش أي مقومات للحياة أصلاً.
عزيزتي ضحية الشيخ المزواج،
مشكلتك عسيرة ومتشابكة وليس عندي حل سحري يعيد زوجك إلى صوابه ويعيد لك راحة بالك ويعيد لابنتك حب واهتمام والدها!
كل ما يمكنني تقديمه لك هو الحقائق وبعض الاختيارات المتاحة أمامك وتذكيرك بأنك مهما كنت مكبلة بالمسئوليات والهموم، مازال لديك بعض مساحة من الحرية.
ليس في استطاعتي تقديم أي فتوى دينية بخصوص عدد مرات الطلاق وزواجك مرة أخرى بغرض العودة إلى زوجك ولكن أريد أن أبدأ ردي عليك بأخر جملة في رسالتك؛ تقولين أن ليس لديك أي مقومات للحياة أصلا!
للأسف هذه هي مشكلتك الحقيقية وسبب أزمتك الحالية وسوف تكون سبب كل مشاكلك القادمة. نظرتك لنفسك وتقييمك لها يحدد نوعية اختياراتك ويحدد المسارات التي ستتخذينها ويحدد أيضا شكل علاقتك بمن حولك وتعاملهم معك.
دعيني أكون أكثر وضوحا؛ أنت ترين في نفسك امرأة بلا مقومات ولا إمكانيات وكل ما تملكينه هو جسدك الذي قررت أن تفنيه في طاعة زوجك والحفاظ على عفته. زوجك تعامل معك تماما كما تعاملت أنت مع نفسك ... مجرد جسد! وللأسف تجارب الجنس البشري أجمعت على أن العلاقة القائمة على الجسد لن تدوم! سوف يقتلها الاعتياد والملل وزوال الرغبة بعد انطفاء شهوة الامتلاك.
زوجك الشيخ لا يرى في المرأة سوى وعاء لإطفاء شهواته وخيالاته الجنسية؛ زوجته الأولى انتهت صلاحيتها بمجرد اعتلال جسدها وأنت انتهت صلاحيتك بمجرد أن ظهر في حياته جسد أخر يقدم أسلوب جديد من الجنس ويخاطب شهوات جديدة اكتشفها زوجك. لم يكن زوجك يطري عليك عندما كان يتفاخر بصولاتكما الجنسية؛ لقد كان يطري على نفسه ويزهو بفحولته. زوجك لم يراك قط ... لم ير سوى نفسه وشهواته وقدراته!
الزواج بالنسبة لهذا الرجل سهل وحل لجميع مشاكله! من السهل اختيار الوعاء ومن السهل شراءه ومن السهل استخدامه! شيخك لا يعرف شيء عن المسئولية أو المودة والرحمة أو الأبوة أو الالتزامات الأخلاقية العديدة التي يحملها مفهوم الزواج الحقيقي. ولهذا لم يمنعك من الإنجاب ولم يمنع زوجته الجديدة من الإنجاب – هو لا يعرف مسئولية تربية الأطفال ويرى أن هذه مسئولية الأم وحدها.
نصف الكوب الممتلئ:
No comments:
Post a Comment