حبيبتى مصر

انا بكتبلك بالعربى اهوه علشان مش يبقى عندك حجة ... طبعا انتى مستغربة انا عايزة منك ايه و انا اللى عمرى ما كتبتلك و لا كتبت عنك ... شوفى يا ستى ... من الآخر كده حالك مش عاجبنى و انا زعلانة عليكى. انا مش قصدى انقدك و لا أضايقك بكلامى ده ... أنا بس عايزة أقولك كلام كتير من قلبى علشان انا فعلا بحبك و بتمنى لك كل خير. انتى فاكرة زمان لما بابا كان عنده بعثة فى أمريكا و كلنا سافرنا معاه؟ ايوه ... لما قعدنا 9 شهور ... المدرسة هناك كانت احلى من مدرستى هنا و بيتنا هناك كان أحلى من بيتنا هنا و الاكل هناك كان احلى من الاكل هنا و كنت فى الأول مش حافظة النشيد الوطنى بتاعهم لكن مع الوقت حفظته و حبيته ... لما التسع شهور خلصوا انا زعلت انى راجعة مصر و قعدت اعيط كتير و كنت عايزة اهرب من البيت ... انا مش كان ليا حاجة فى مصر أصلا أرجع علشانها

لما رجعت كنت مش فاهمه حاجة فى المدرسة ... كنت خايبة فى العربى و فى التاريخ و فى الجغرافية و التربيه الاجتماعية و المدرسين كان شكلهم مبهدل و كانت ريحتهم مش قد كدة الا ميس ميرفت بتاعة الانجليزى و ميس سميحة بتاعة الفرنساوى. و وحشتنى الجنينة الصغيرة اللى كانت قدام بيتنا ... أنا كنت مش بحبك يا مصر و فضلت مش بحبك سنين كتير و كرهتك أوى فى ثانوية عامة و حسيت أنك حرمتينى من حلم انى أكون طبيبة علشان قال ايه ... المجموع! و دخلت الجامعة و برده مش كنت بحبك لأنك السبب ان بابا سابنا و رجع أمريكا علشان الأبحاث و الدراسة و العلم. ماما كانت زعلانة أوى و فضلت لابسة دبلة و لما سألتها ليه .. قالت لى ان مصر مش بتحب المطلقات ... و لما أنا كبرت شويه حسيت ان مصر مش بتحب الستات أصلا

انا مش فاكرة انا امتى حبيتك يا بلدى ... بس أنا فاكرة كويس أول مره سافرت لوحدى شعرى كان بيقع و كنت ساعات بعييط من غير سبب ... هما كانوا عشر أيام عمى بس انا حسيت انى مش قادرة اتنفس و أول لما ركبت الطيارة كنت عايزة أغمض و انام علشان الوقت يعدى و أرجع تانى ... أنا مش عرفت انام ... أنا قعدت أبص فى الساعة كل شوية لحد لما الطيار قال ان احنا قربنا ننزل مطار القاهرة ... زى العبيطة دموعى نزلت و حاولت امسك نفسى ابتديت اتشحتف ... انا كنت مكسوفة أوى من شكلى قدام الركاب فعملت نفسى عندى مغص و علشان كدة بعيط و المضيفة جابت لى ساندويتش جبنة و اتلهيت فيه

انا كرهت المطار ... المطار اللى ودعت فيه بابا و المطار اللى كل ما ادخله احس انى عايزة اعيط ... انا دلوقتى بقى مش بحب السفر أصلا. أنا بحب بيتى أوى و بحب قططتى ... و أصحابى و مش كل عائلتى ... مش انا كده ابقى بحبك يا بلدى؟ مش مهم الزحمة و التراب اللى عملى حساسية فى وجهى ... مش مهم المصالح الحكوميه و الناس اللى فيها اللى بيفكرونى بالمدرسين اللى ريحيتهم وحشة و لبسهم مش حلو ... مش مهم مشاكل الستات و الرجالة اللى انت السبب فيها و اللى انا غرقانة فيها ... ايوه طبعا السبب فيها ... مش انت اللى بتخلى الستات تتحجب و انت برده اللى بترفضى انهم يظهروا فى التليفزيون أو يشتغلوا فى الشركات الكبيرة؟ مش انت برده اللى بتخلى الست مكسورة و تحت رحمة رجالة مش ليهم صلة بالرجولة غير أعضائهم التناسليه؟ مش انت اللى بتربى بنات همها كله صيد العرسان؟ ... لأ ده مش وقت تصفية الحسابات ... خلينى فى الجواب

أنا اتأكدت بقى انى بحبك لما رفضت كل عروض الشغل اللى جات لى بره ... و اتأكدت اكتر انى بحبك لما وقفت ادرس للطلبة و اديت لهم كل خبرتى فى الشغل و الحياه ... و اتأكدت تماما انى مش ليا غيريك وطن لما رفضت كل رجل كان عايز يتجوزنى و قال كلمة وحشه عليكى ... قال كانوا عايزينى اتجوز و اسيبك! و الله يا مصر انتى حمالة قسية ... الارهاب و القنابل و ضربات السياحة و ضربات الاقتصاد و سياسة خارجية متلصمة و سياسة داخليه ... متلصمة برده و ناس بتكرهك و هى بتاكل من خيريك و ناس تخلت عنك و لا مؤاخذة باعتك عند أول ناصية و ناس حراميه و مرتشية و نصابة ... فى برده ناس غلابة و كافية خيرها شرها ... انت فعلا أم الدنيا

من كام يوم ابتديت احس انى خايفة منك ... خايفى على بيتى و على قططتى و على أصحابى و على عائلتى ... خايفة أكون حبيت غلط تانى! ماما كمان خايفة منك ... تخيلى انها خايفة عليا منك؟ ماما قالت لى خليكى فى العلاقات العاطفية و سيبك من السياسة ... سياسة ايه؟ انا مش فاهمه أصلا يعنى ايه سياسة ... هو الجواب ده سياسة؟ هى ماما ليه خايفة منك يا بلدى؟ ليه سماح صاحبتى بتقول لى أوطى صوتى؟ هو أنا زعلتك فى حاجة؟ ليه سماح كمان خايفة منك؟ ليه نيرة خطيبة محمد الشرقاوى الناشر بتاعى بتعيط؟ ليه محمد مش بيشوف شغله فى دار النشر بتاعته ... ده عليه ديون و التزامات! ده أهل نيرة كدة ممكن يفسخوا الخطوبة ... الرجل مستقبله راح! و مين اسراء ديه و اتقبض عليها ليه؟ هى كانت بتعبر عن رأيها من غير ما تأذى حد. هو انتى يا مصر مش بتحبى حد يقول رأى مخالف لرأيك؟ انتى كده هتعملى زى بابا ... و بابا فى كلام كتير من اللى كان بيقوله طلع غلط! يا ترى يا مصر هتردى عليا و لا هتسبينى متلخبطة كده؟