قد نلتمس الأعذار لمن يرى الظلم ويعاني منه عندما تتأخر عدالة الله سبحانه وتعالى – لحكمة يعرفها- عن أنظار العباد, ولكن عندما يأتي عقاب الله وانتقامه من الظالم أمام عيني المظلوم وفي حياته أتسائل كيف لهذا المظلوم أن ينقلب إلى ظالم غافلا عن عدالة الخالق العظيم الذي يمهل ولا يهمل. فالمنتقم يرتكب نفس خطيئة المنتقم منه عند الانتقام.
نعم نحن بشر ولسنا ملائكة قد نجنح الى الانتقام ولكن الله سبحانه وتعالى وضع ضوابطه لكبح جماح النفس وتهذيبها فطالبنا بالعفو عند المقدرة ووعد الصابرين والعافين عن الناس بجنات وخير كثير لأن لذة الانتقام لا تدوم سوى لحظة اما الرضا الي يوفره العفو فيدوم إلى الأبد, واستمعوا إلى قول الله سبحانه وتعالي "وليعفوا وليصفحوا", ألا تحبون أن يغفر لكم الله؟ كم هو مقابل زهيد.
مهما تكن قسوة الأيام فالتسامح جزء من العدالة فالهناء والاستقرار والسعادة لن يعرفوا طريقهم إلى المنتقم اذا ظل يمارس انتقامه. إن المنتقم يرتكب نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها, فلا يجب أن نواصل الحياة ونحن نرتكب نفس الخطيئة.
ولا بد من الأخذ في الاعتبار وعد الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو إنتقام".
No comments:
Post a Comment